كيف يحصل فقراء العالم على لقاح كورونا؟

كيف يحصل فقراء العالم على لقاح كورونا؟

تتسابق عدة دول من أجل التوصل إلى لقاح لفيروس كورونا المستجد، من بين عشرات اللقاحات التي يجرى اختبارها بالفعل في تجارب سريرية على البشر حول العالم.
لكن السؤال الأبرز هو كيف ستصل تلك اللقاحات إلى أفقر السكان على كوكب الأرض؟.
الإجابة جاءت من أشال برابهالا منسق مشروع AccessIBSA، لتسهيل الحصول على الأدوية في الدول الفقيرة، وكيت إلدر كبيرة مستشاري سياسة اللقاحات بمنظمة أطباء بلا حدود، خلال مقال بصحيفة "الجارديان" البريطانية، تحت عنوان "كيف يحصل فقراء العالم على لقاح فيروس كورونا؟".
وذكر المقال أن هذا السؤال يعتبر محوريًا في هذا التوقيت، إذ أسفر فشل الإجابة عنه بالماضي عن ملايين الوفيات غير الضرورية.

وأشار المقال إلى أن إجابة هذا السؤال هو "جافي"، أو التحالف العالمي للقاحات والتحصين.
وذكر الكاتبان خلال المقال أن تحالف "جافي" هو شراكة عالمية بين القطاعين العام والخاص عمرها 20 عامًا، تهدف لتأمين وصول اللقاحات إلى جميع الناس حول العالم.
وسنويًا يرسل التحالف 500 مليون جرعة لقاح ضد 17 مرضًا مختلفا، أما الأموال التي تضخ له فهي هائلة؛ حيث جمع خلال مؤتمر القمة العالمية بشأن اللقاحات، الذي استضافته افتراضيا حكومة المملكة المتحدة الشهر الجاري، رقمًا قياسيًا بلغ 8.8 مليار دولار.
وخلال القمة، أطلق "جافي" أحدث مبادراته، وهي صندوق من أجل لقاحات فيروس كورونا المستجد، الذي يدعو الدول للاستثمار في مجموعة واسعة من اللقاحات المحتملة، والمشاركة في تحمل المخاطر، والقدرة على الوصول إلى المنتجات النهائية.

وبالرغم من أن هناك إجماع على حصول الفئات الأكثر عرضة للخطر في العالم على اللقاحات أولًا بطريقة منصفة وعادلة ستحددها منظمة الصحة العالمية، يقترح تقرير لـ"جافي" أن الدول الغنية يمكنها تجاهل ذلك.
وأوضح المقال أنه طبقًا لتقرير "جافي"، يبدو أنه سيتم تخصيص نسبة ثابتة من اللقاحات لسكان البلدان الغنية تحددها الأجهزة الاستشارية لتلك الدول، أما بالنسبة للدول الفقيرة، فلن تستخدم تلك اللقاحات إلا مع الأشخاص ذوي الأولوية القصوى مثل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة.
وأشار الكاتبان خلال المقال إلى أن تحالف اللقاحات يشجع الدول الغنية على التبرع باللقاحات التي لا تحتاجها، ولكن لا يلزمها بذلك، غير أنهما لا يعلمان متى تحصل الدول الفقيرة على تلك اللقاحات، هل في نفس الوقت أم بعد استهلاك الدول الغنية لحاجتها منها؟.

وقال الكاتبان إن مليارات الدولارات التي يتم التبرع بها لتطوير اللقاحات تذهب لشركات خاصة دون شروط تمنع احتكارها للقاحات، وبالتالي رفع سعرها، ولا يمكن تصنيع ما يكفي من الجرعات دون تحريرها من الاحتكار.
وأكد الكاتبان في مقالهما أنه يمكن لـ"جافي" تغيير قواعد اللعبة وتحويل لقاح "كوفيد-19" إلى منفعة عامة عالمية.
كما يمكنه أيضا أن يطلب ذلك من مزيد من شركات المستحضرات الصيدلانية التي يمولها، كما يمكنه إجبار نظام التلقيح بأكمله على الانضمام إلى آلية التعاون؛ إذ أنه من خلال هذا سيحقق "جافي" أخيرًا وعده الذي قطعه منذ 20 عامًا.

المصدر
al-ain.com

المشاهدات : 1863