ماهي العين ؟؟

ماهي العين ؟؟

تعريف العين
تعد العين كرة غير تامة التكور، تسكن الحجاج L’orbite الذي يحميها من الرضوض، وهو جوف عظمي مخروطي الشكل ذروته في الخلف، وفيها الثقبة البصرية التي يمر منها العصب البصري nerf optique من العين إلى الدماغ، وقاعدته في الأمام. تنسدل على العين الأجفان التي تقيها من المؤثرات الخارجية.
تثبت العين ضمن الحجاج بالعصب البصري وشحم الحجاج والعضلات المحركة، وهي أربع عضلات تكفل حركات العينين على نحوٍ متوازن ومتناسق لجميع جهات الساحة الابصارية.
تقسم كرة العين قسمين: أمامي ويضم القرنية la cornée، والغرفة الأمامية والخلفية وتحويان الخلط المائي humeur aqueuse والعدسة lentille والجسم البلوري crystalline، وخلفي يحوي الجسم الزجاجي corps vitré. يبلغ طول قطر كرة العين الأمامي الخلفي عند البالغين نحو 24 مم، والقطر العمودي نحو 23 مم. وتزن العين عند الكبار نحو 7.5غ، وحجمها نحو 6.5 سم3. تحافظ العين على شكلها وقوامها وضغطها الذي هو بين 10-20 مم زئبق، وذلك لوجود الجدار الخارجي الصلب والجسم الزجاجي والتوازن بين إفراز الخلط المائي وإفراغه.

تركيب العين
يتألف جدار كرة العين من ثلاث طبقات: الطبقة الخارجية، وتشمل الصلبة la sclère في الخلف والقرنية في الأمام وبينهما الحوف limbe le، والطبقة المتوسطة أو السبيل العنبي tractus uvéal، وتشمل المشيمية la choroïde في الخلف والجسم الهدبي corps ciliaire في الوسط والقزحية L’iris في الأمام، أمَّا الطبقة الثالثة الداخلية فتشمل الشبكية التي هي بداية الطريق البصري الذي ينتهي في الدماغ.
الطبقة الخارجية
الصلبة
تشكل الصلبة خمس أسداس الجدار الخارجي لكرة العين، وتشمل القسم الخلفي منه، وسميت الصلبة لصلابتها الشديدة وهي التي تعطي العين شكلها وقوامها وتحمي محتوياتها من التأثيرات الخارجية، كما ترتكز عليها العضلات المحركة للعين، وهي أربع مستقيمات ومنحرفتان.
والصلبة مؤلفة من نسيج ليفي أبيض صدفي لماع في الكبار، وتكون ضاربة للزرقة في الصغار لرقتها فتسمح برؤية المشيمية من خلالها.
تكون الصلبة ثخينة في الخلف بحدود 1ـ 1.25مم وترق في الأمام لتصل إلى 0.05مم عند خط الاستواء، و0.3مم عند ارتكاز العضلات و0.65مم عند الحوف. تتمادى الصلبة في الأمام مع القرنية، أما في الخلف ففيها ثقب يمر فيه العصب البصري والأوعية والأعصاب الهدبية القصيرة والطويلة، وهناك أربعة ثقوب خلف خط الاستواء لخروج الأوردة الدوارة vortex veins، وفي الأمام قرب الحوف تخترق الصلبة الشرايين الهدبية الأمامية. الصلبة غير موعاة وهي مغطاة بطبقة رقيقة من نسيج مرن تحتوي أوعية دموية تغذي الصلبة وتسمى ما فوق الصلبة.


طبقات القرنية
تشكل القرنية السدس الأمامي من الطبقة الخارجية للعين، وتتصل مع الصلبة في منطقة الحوف le limbe. وهي سطح كروي كاسر وشفاف، قوتها الكاسرة 43 كسيرة، ونصف قطر انحنائها 7.8مم، قطرها 10.5 مم عند الأطفال، و11.5مم عند الكبار، وقطرها العمودي 11مم، ثخانتها في المحيط 1مم، وتصل في المركز إلى 0.8 مم. تتألف نسيجياً من خمس طبقات هي من الأمام للخلف: طبقة الظهارة (الابتيليوم) وتتمادى مع الملتحمة، وطبقة بومان، وطبقة السدى أو اللحمة stroma وتشكل 90% من ثخانة القرنية وتتمادى مع الصلبة، وطبقة غشاء ديسمية، والبطانة (الاندوتليوم).القرنية غير موعاة وتتغذى بالتشرب من الخلط المائي والدمع وهي شفافة، سطحها مصقول لماع يرطِّبه الدمع في أثناء رفيف الأجفان. تعود شفوفية القرنية لنقص التميّه déhydration لأن البطانة والظهارة لا تسمحان بنفوذ الماء من الدمع والخلط المائي إلا حسب الحاجة. ومن أسباب شفوفية القرنية أيضاً غياب الأوعية فيها، وتوازي ألياف اللحمة وانتظامها.
القرنية شديدة الحساسية وتتعصب بالعصب العيني شعبة العصب مثلث التوائم (الزوج القحفي الخامس).

الحوف
الحوف هو منطقة الوصل بين الملتحمة والصلبة من جهة، والقرنية من جهة أخرى؛ إذ تتمادى ظهارة القرنية مع ظهارة الملتحمة، ويتداخل نسيج القرنية الشفاف والمنتظم مع ألياف الصلبة الأقل انتظاماً، وضمن هذا الوصل قناة شليم Schlemm التي تفرغ الخلط المائي من الغرفة الأمامية إلى الأوردة ما فوق الصلبة والدوران العام.
السبيل العنبي
يؤلف السبيل العنبي الطبقة المتوسطة لجدار العين، ويقسم ثلاثة أقسام: المشيمية في الخلف والجسم الهدبي في الوسط والقزحية في الأمام.
المشيمية
تمتد المشيمية من العصب البصري في الخلف حتى الدائرة المنشارية في الأمام، حيث تتمادى مع الجسم الهدبي، وهي طبقة غنية بالأصبغة تضاعف تأثير الظهارة épithelium الصباغية في الشبكية كغرفة مظلمة تمنع انتثار الضوء، وهي غنية بالأعصاب والأوعية، وتغلف الشبكية وتكفل تغذيتها وحمايتها، وتبلغ ثخانتها 0.2 ـ 0.4مم.
تتألف المشيمية من الداخل إلى الخارج من غشاء بروك Bruch الملتصق بشدة مع الظهارة الصباغية للشبكية، ومن طبقة من الأوعية تجمع بينها لحمة من نسيج ضام صباغي.
تجتمع الأوردة لتشكل أربعة أوردة تسمى الأوردة الدوارة. أما الشرايين فتأتي من الشرايين الهدبية الخلفية الطويلة والقصيرة. وتتعصب المشيمية بالأعصاب الهدبية الخلفية الطويلة والقصيرة، وتغذي المشيمية الطبقة السطحية للشبكية بوساطة الأوعية الشعرية عبر غشاء بروك، وتغذي العدسة والجسم الزجاجي، وتتأثر وظائفهما بأذيات المشيمية والتهاباتها.


الجسم الهدبي
يقع الجسم الهدبي في المنطقة المتوسطة من السبيل العنبي بين المشيمية في الخلف والقزحية في الأمام، وهي منطقة عضلية وعائية غدية لها شأن كبير في إفراز الخلط المائي وفي المطابقة وتغذية القسم الأمامي للعين. شكل الجسم الهدبي حلقي، مقطعه الأمامي الخلفي مثلث، قاعدته في الأمام ترتكز عليها القزحية وتدخل في تشكيل الغرفة الأمامية. يحوي الجسم الهدبي أليافاً عضلية ملساً، تشكل العضلة الهدبية التي تتألف من ثلاثة أنواع من الألياف طولانية أو سهمية ودائرية وشعاعية، تشترك بوتر واحد. تتم بتقلص العضلة الهدبية وارتخائها عملية المطابقة التي تقوم بتركيز الأخيلة على البقعة الصفراء، ويتغذى الجسم الهدبي من الشرايين الهدبية الطويلة الخلفية ومن الدائرة الشريانية الكبيرة للقزحية، ويتعصب بالأعصاب الهدبية الطويلة والعصب الهدبي الأنفي والأعصاب الصادرة عن العقدة الهدبية، وهي أعصاب حسية وودية ونظير ودية.
القزحية
تشكل القزحية النهاية الأمامية للسبيل العنبي، وهي استطالة من الجسم الهدبي تتحول من الاتجاه الزوالي (خط الطول) إلى الاتجاه الجبهي، شكلها دائري في المركز بالحدقة، وتشكل حاجزاً للجهاز البصري لا يسمح بالرؤية ودخول الضوء إلا عبر الحدقة التي تتسع أو تتقبض حسب الحاجة، وتقسم القزحية الجوف بين القرنية والعدسة الذي يملؤه الخلط المائي قسمين: أمامي يسمى الغرفة الأمامية، وخلفي يسمى الغرفة الخلفية، يبلغ قطر القزحية 12ـ 13مم وثخانتها 0.3ـ 0.5مم تحتوي أليافاً عضلية شعاعية توسع الحدقة، وأليافاً دائرية تقبض الحدقة، وتأخذ القزحية لون الظهارة الصباغية وخلايا اللحمة، ويختلف لون القزحية حسب الأعراق والأعمار بين اللون العسلي والأزرق والأخضر.
منعكسات الحدقة: الحدقة فتحة دائرية في مركز القزحية قطرها بين 5.1 ـ 8مم حسب تفاعلها، تتسع في الظلام وتتقبض لدى التعرض للنور ويسمى «المنعكس المباشر»، ويحدث الأمر نفسه حين تسليط الضوء على العين الثانية ويسمى هذا «المنعكس غير المباشر». وهناك منعكس الحدقة التطابقي الذي تتقبض فيه حين النظر للقرب وتتسع حين النظر للبعد. وتتغذى القزحية من الشرايين الهدبية الأمامية والشريانين الهدبيين الخلفيين الطويلين والدائرة القزحية الكبرى.
الطبقة الداخلية
الشبكية

الشبكية la rétine: تعد الشبكية استطالة من الدماغ، فهي الطبقة العصبية النبيلة التي تبطن المشيمية وتحيط بالجسم الزجاجي، وهي اللوحة التي تنطبع عليها المرئيات وينقلها الطريق البصري للدماغ.
تتألف الشبكية من وريقتين خارجية هي الطبقة الصباغية، وداخلية هي القسم البصري، ويحدث انفصال الشبكية بين هاتين الوريقتين؛ فهو انفصال شبكي وليس بين الشبكية والمشيمية كما يُفْهَمُ من التسمية، وتمتد الشبكية من حليمة العصب البصري إلى الدائرة المنشارية، وأمام هذه المنطقة تلتحم الوريقتان التحاماً وثيقاً تصبحان معه وريقة واحدة تبطن الجسم الهدبي والوجه الخلفي من القزحية، وليس لها هنا وظيفة بصرية. تتألف الشبكية من الناحية النسيجية من عشرة طبقات هي:
 طبقة الظهارة الصباغية: وهي طبقة مهمة توفر مع السبيل العنبي الغرفة المظلمة التي تمنع انتثار الضوء ولها شأن غدي في تصنيع الأرجوان البصري الضروري للرؤية وإفرازه، وهي تدعم أيضاً الخلايا البصرية (العصيات والمخاريط) بوساطة الاستطالات الهيولية للخلايا الصباغية.
 طبقة الظهارة البصرية: وهي الطبقة التي تتلقى السيالة الضوئية وتتألف بصورة رئيسية من طبقة العصيات والمخاريط والمحددة الظاهرة والنووية الظاهرة.
المخاريط أكبر حجماً وأقل عدداً من العصيات، يقدر عدد المخاريط في شبكية الإنسان بنحو 6ـ 7مليون مخروط، يقع أكثرها في مركز الشبكية ولاسيما الحفيرة المركزية؛ إذ لايوجد إلا المخاريط، ويقل عددها مع التقدم نحو المحيط، وتزول نهائياً قرب الدائرة المنشارية، وخلاف ذلك بالنسبة للعصيات؛ إذ تكون غزيرة في المحيط ومفقودة في المركز ويقدر عددها بنحو 110ـ 125مليون عصية.
تقوم العصيات بالرؤية الليلية وهي غنية بالأرجوان البصري أو الرودوبسين rhodopsine الذي يتشكل من اتحاد الكاروتينوئيد carotinoïde والريتينين retinene ومن بروتين يسمى أوبسين opsine، ويتحلل أو يتفكك الرودوبسين سريعاً حين التعرض للضوء، ويعود ويتركب في دقائق عدة إلى نصف ساعة، وهذه العملية الضوئية الكيميائية photochimique تولد سيالة كهربائية عصبية تنتقل بالطريق البصري إلى الدماغ. أما المخاريط فتقوم بالرؤية النهارية ورؤية الأشكال والألوان التي يتركب منها الطيف الضوئي وهي الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والبنفسجي، ويبدو أن هناك ثلاثة أنواع من المخاريط، تتحسس بهذه الألوان والصباغ الذي يقوم بالعملية الكيميائية الضوئية هو اليودوبسين iodopsine ويتفكك ويتركب بالآلية نفسها.
 طبقة الوصل بين الطبقة الظهارية البصرية والطبقة العصبية الدماغية، وتضم الطبقة الصفيرية، وهي منطقة وصل بين العصيات والمخاريط والخلايا العقدية.
 الطبقة العصبية الدماغية، وتضم الطبقة النووية الباطنة والصفيرية الباطنة والخلايا العقدية وطبقة ألياف العصب البصري ثم المحددة الباطنة التي تفرق الشبكية عن الجسم الزجاجي، وتشكل الطبقة النووية الباطنة والصفيرية الباطنة عصبونات وصل بين العصيات والمخاريط من جهة والخلايا العقدية تحتها، وبما أن حدة الرؤية ورؤية الأشكال والألوان تتمركز في البقعة الصفراء، ولاسيما الحفيرة المركزية؛ فإن كل مخروط يتمفصل مع خلية عقدية واحدة، وبالابتعاد عن البقعة الصفراء يجتمع أكثر من مخروط أو عصية ليتمفصل مع خلية عقدية واحدة، وتجتمع المحاور الأسطوانية للخلايا العقدية وتسير في نظام معين لتشكِّل حليمة العصب البصري، وهي قرص دائري قطره 1ـ 1.5مم، حدوده واضحة، لونه أحمر فاتح وردي، في مركزه انخفاض هو التقعر الفيزيولوجي، ومنه تدخل أوعية الشبكية. والقرص البصري منطقة عمياء لا ترى (البقعة العمياء)، وأخيراً هنالك البقعة الصفراء، والحفيرة المركزية في مركز الشبكية على المحور البصري وتقع أسفل القرص البصري بمقدار 0.78مم وإلى الوحشي منه بمقدار 3.92مم.
 تتغذى الطبقات الظاهرة من الشبكية من الطبقة الوعائية الشعرية للمشيمة، أما الطبقات الداخلية فتتغذى من الدوران الشبكي المركزي

 الطريق البصري voie optique: يبدأ الطريق البصري من المحاور الأسطوانية للخلايا العقدية المتجمعة في القرص البصري، وتجتاز الصفيحة المصفوية، وترتدي غمد النخاعين مكونة العصب البصري الذي يسير ضمن المخروط العضلي محدثاً انحناءَين ليسمح بحرية حركة العين، ثم يجتاز القناة البصرية، ويسير في المسافة تحت العنكبوتية داخل القحف، ويلتقي بالعصب المقابل في منطقة التصالب البصري، وهي صفيحة مربعة من مادة بيضاء تستقبل في زاويتيها الأماميتين العصبين البصريين وتعطي في زاويتيها الخلفيتين الشريطين البصريين. يقع التصالب تحت قاعدة الدماغ وفوق الغدة النخامية والسرج التركي، ويتكون الشريط البصري من الألياف الآتية من الجهة الصدغية للعين الموافقة، والتي لا تتصالب مع الألياف المتصالبة الآتية من الجهة الأنفية للعين المقابلة. والشريط البصري هو الجزء الأخير من الطريق البصري خارج الدماغ، ويمتد الشريط البصري من الأمام إلى الخلف ثم ينقسم إلى جذرين وحشي وأنسي يرتكز كل منهما على الجسم الركبي الموافق.
الأوساط الشفافة في العين
الأوساط الشفافة les milieux transparents، هي العدسة أو الجسم البلوري والجسم الزجاجي والخلط المائي أما القرنية فهي وسط شفاف وكاسر.
العدسة
تشكل العدسة مع أربطتها المعلقة zonule حاجزاً يفصل العين إلى قسمين أمامي يحوي الخلط المائي، وخلفي يشغله الجسم الزجاجي.
يعد الجسم البلوري عدسة شفافة (قد تتكثف في الشيخوخة، أو لسبب ما فيحدث الساد). وهي عدسة مقربة قوتها العاكسة في أثناء الراحة + 18 كسيرة، وهي محدبة الوجهين، وجهها الأمامي أقل تحدباً من الخلفي، ويقع بتماس الحدقة وهو الذي يتبدل في أثناء المطابقة، يبلغ قطر العدسة في خط الاستواء 9ـ 10مم، والمحور الواصل بين مركزي الوجهين 4ـ 5مم، وتزن العدسة 65ملغ عند الولادة، وتصل إلى 265ملغ في الشيخوخة.
تثبت العدسة في مكانها بوساطة الأربطة المعلقة التي ترتكز على الأخاديد بين الزوائد الهدبية في الجسم الهدبي من جهة، وعلى خط استواء العدسة من جهة أخرى، ولمسافة 5.2مم على الوجهين.
للعدسة محفظة وقشرة ونواة بالغة ونواة جنينيه، ولا تحتوي أوعية دموية، ويتغذى قسمها الأمامي بوساطة الخلط المائي، في حين يتغذى القسم الخلفي بوساطة الجسم الزجاجي.
آلية المطابقة
هي عملية مهمة تقوم بها العدسة والعضلة الهدبية لتركيز الأجسام المرئية على الحفيرة المركزية في البقعة الصفراء أينما كان موقعها، وعندما تتقلص العضلة الهدبية تسترخي الأربطة المعلقة للعدسة، مما يؤدي إلى ازدياد تحدب الوجه الأمامي للعدسة، ومن ثم زيادة قوتها الكاسرة بما يتناسب ومسافة الجسم المرئي ليقع خياله على الحفيرة المركزية، وعلى نقيض ذلك في حالة الراحة؛ إذ تسترخي العضلة الهدبية وتشد الأربطة المعلقة، ومن ثم تتوتر العدسة ويتسطح وجهها الأمامي وتضعف قوتها الكاسرة، وتتم هذه العملية بآلية فيزيولوجية مركزية معقدة.

الجسم الزجاجي
الجسم الزجاجي corps vitré: هو كتلة هلامية شفافة (يشبه زلال البيض) غير موعاة تشكل ثلثي وزن عين الكهل (5غ)، يعطي للعين شكلها وهو لا يفرز ولا يفرغ وضياعه لا يعوض، لذلك تنخمص العين إذا فُقِدَ ثلثا كميته.
يشغل الزجاجي الجوف الواقع بين حليمة العصب البصري في الخلف والعدسة والأربطة المعلقة في الأمام، وتحيط به الشبكية وتتكثف الطبقات السطحية منه، وكثافة الزجاجي 1.01، وقرينة انكساره 1.3، ولزوجته 1.5ـ 2.
يلتصق الزجاجي بشدة حول حليمة العصب البصري وأمام الدائرة المنشارية (قاعدة الزجاجي)، ويلتصق على الوجه الخلفي للعدسة لدى الشباب، ويزول هذا الالتصاق لدى المسنين، مما يسمح بإخراج العدسة مع محفظتها في عمليات الساد دون تمزق محفظة الجسم الزجاجي.
يتركب الزجاجي من شبكة حزم ليفية متداخلة فيما بينها، ومن مواد ليفية غروية هلامية، وكمية قليلة من البروتينات غير المنحلة والكهرليات وكلور الصوديوم وحمض الهيالوريثيك، ويؤلف الماء 90ـ 95% من تركيبه.

الخلط المائي
الخلط المائي L’humeur aqueuse، هو سائل شفاف يملأ الغرفة الأمامية (حجمها 2ـ 2.5ملم3) والغرفة الخلفية ويشبه تركيبه إلى حد بعيد المصورة plasma، ثقله النوعي 1.002 إلى 1.004 وقرنية انكساره 1.34 ولزوجيته 1.025ـ 1.1 بالنسبة للماء بحرارة 22 درجة، ويدخل في تركيبه الماء بنسبة 99%، ويعد مفرط التوتر hypertonique بالنسبة للبلاسما.
ينصب الخلط المائي في الغرفة الخلفية، ويعبر منها الحدقةَ إلى الغرفة الأمامية لينفرغَ من الزاوية القرنية القزحية عبر قناة شليم إلى الدوران في الأوعية فوق الصلبة أو المسافة فوق المشيمية. ينفرغ الخلط المائي في الحالة الطبيعية بمقدار 0.28 مكروليتر/دقيقة، ويفرز بمقدار 2ـ3 مكروليتر في الدقيقة، وإن التوازن بين الإفراز والإفراغ يحافظ على ضغط العين ضمن الحدود الطبيعية، الذي هو بين 10ـ20ملم زئبق، والخلل في هذا التوازن قد يؤدي إلى انخفاض ضغط العين أو إلى ارتفاعه، وهي الحالة المَرََضِيَّة التي تسمى الزرق أو (الماء الأسود).
التطور
أنواع العيون
عيون طبيعية
عيون مجوفة
عيون كروية العدسات
متعددة العدسات
القرنية الإنكسار
عيون عاكسة
عيون مركبة
عيون متراكبة
عيون متكافئة التراكب
أخرى
مغذيات العين
العلاقة بمتطلبات الحياة
آلية الرؤية
آلية الرؤية
الرؤية عملية معقدة، وُضِعَتْ نظريات كثيرة لتفسيرها، والمتفق عليه أن آلية الرؤية هي ظاهرة phénomène كيميائية ضوئية، في مستوى الأصبغة في العصيات والمخاريط التي تمتص الأشعة الضوئية، فتتفكك وتعود وتتركب، وهذه العملية العكسيَّة تُحْدِثُ سيالة عصبية بصرية كهربائية تنتقل بالطريق البصري لمركز الرؤية في الدماغ، وهناك في العصيات الصِّباغُ المسمَّى الأرجوان البصري، يُفْرَزُ من الظهارة الصباغية في الشبكية، وهو حساس لأضعف المنبهات الضوئية (5 ـ7 فوتون كما في الرؤية الليلية الضعيفة)، ويتفكك الأرجوان البصري أو الرودوبسين rhodopsine إلى الأوبسين opsine والريتينين retinene إضافة إلى الكاروتينوئيد carotenoïde وهو طليعة الفيتامين A أو الريتينول retinol، ولذلك فإن نقص هذا الفيتامين يؤدي إلى اضطراب الرؤية الليلية.
أما في المخاريط فهناك صباغ اليودوبسين iodopsine وهو حساس للضوء الشديد (الرؤية النهارية) وبعض المنبهات اللونية كالأحمر والأخضر والأزرق، ويبدو أن هناك ثلاثة أنواع من المخاريط حساسة لهذه الألوان، ويتفكك اليودوبسين كما هو الحال في الرودوبسين.
تطلق هذه العملية الضوئية الكيميائية سيالة كهربائية عصبية بصرية بدءاً من الشبكية، من طبقة العصيات والمخاريط إلى الخلايا العقدية فالطريق البصري، حتى تصل إلى قاع وشفتي الثلم المهمازي في الفص القذالي والباحة البصرية الدماغية (الباحة المخططة 19.17.18) حيث منطقة الاستقبال البصري الرئيسية المركزية، ومن هنا تنطلق سيالة عصبية نحو المحيط لتوفير مستلزمات دقة الرؤية، كتفاعل الحدقة، فتتقبض بشدة (2ملم) في الإثارة الشديدة. كما تتفاعل الحدقة بالنسبة للمسافات، فتنقبض للقرب وتتسع للبعد، وتتدخل عملية المطابقة لدى النظر للبعد والقرب، يضاف إلى ذلك بعض أشكال الرؤية التي هي من منشأ مركزي، كرؤية التجسيم والأشكال والحركات وتقدير المسافات والتي تتطلب سلامة الرؤية بالعينين وتوافقاً شبكياً طبيعياً.
للمزيد من المعلومات، موبايل : 07834084238

موبايل : 07834084238

المشاهدات : 4817